إنضم لقناتنا على تيليجرام
وقائع سياسية

أثر نتائج الانتخابات الكندية 2025 على السياسة الخارجية: هل تتغير علاقة كندا بالعالم؟

أفرزت الانتخابات الفيدرالية الكندية لعام 2025 تحولًا سياسيًا جذريًا، مع تحقيق حزب المحافظين أغلبية واضحة مكّنته من تشكيل الحكومة دون تحالفات. هذا التغيير لا يقتصر فقط على السياسة الداخلية، بل يحمل دلالات عميقة على توجهات كندا الخارجية. في هذا المقال، نستعرض كيف يمكن أن تؤثر نتائج الانتخابات على علاقات كندا الدولية، من واشنطن إلى بكين، ومن بروكسل إلى كييف.

🇺🇸 العلاقة مع الولايات المتحدة: تعاون اقتصادي لكن باحتراز

تعد الولايات المتحدة الشريك الاقتصادي والسياسي الأهم لكندا، ولا يتوقع حدوث تغييرات جذرية في العلاقة بين البلدين. إلا أن حزب المحافظين بقيادة بيير بويليفري قد يتخذ مواقف أكثر تشددًا في بعض الملفات:

  • 📦 تعزيز اتفاقيات التجارة الحرة ضمن اتفاقية USMCA، لكن مع ضغط أكبر لصالح المصالح الزراعية والطاقة الكندية.
  • 🛡️ الانخراط في مبادرات أمنية مشتركة مثل NORAD، مع المطالبة بتوزيع أكثر عدالة للتكاليف الدفاعية.
  • 🌐 تشديد موقف كندا من الهجرة غير النظامية عبر الحدود البرية.

رغم هذا، فإن التقارب الأيديولوجي بين بويليفري وبعض الشخصيات الجمهورية قد يخلق دينامية سياسية جديدة في العلاقة الثنائية.

أثر نتائج الانتخابات الكندية 2025 على السياسة الخارجية

🇨🇳 الصين: نحو موقف أكثر حزمًا

المحافظون لطالما انتقدوا ما وصفوه بـ”لين” الليبراليين تجاه الصين. من المتوقع أن تتخذ الحكومة الجديدة موقفًا أكثر تشددًا:

  • 🚫 فرض قيود إضافية على الاستثمارات الصينية في القطاعات الاستراتيجية مثل الطاقة والاتصالات.
  • 🎓 مراجعة برامج التبادل الأكاديمي والتقني مع مؤسسات صينية.
  • 🕵️ دعم أكبر للجهود الاستخباراتية في مواجهة “التدخلات الأجنبية” في الانتخابات.

هذه السياسات قد تؤدي إلى تدهور أكبر في العلاقات التجارية بين البلدين، وهو ما سيكون له انعكاسات على صادرات كندا الزراعية والمعدنية.

🇪🇺 أوروبا: شراكة مرنة ولكن غير مضمونة

بينما تُعد أوروبا حليفًا استراتيجيًا لكندا، فإن المحافظين قد يعيدون النظر في طبيعة هذه العلاقة:

  • 📉 تخفيف الالتزامات البيئية المشتركة ضمن اتفاقية CETA أو اتفاق باريس.
  • 💼 التركيز على التجارة الثنائية مع ألمانيا وفرنسا وبريطانيا بدلاً من الاتحاد الأوروبي ككل.
  • 🚢 مراجعة برامج الدفاع المشترك والمشاركة في تدريبات الناتو.

رغم هذه المراجعات، ستبقى العلاقات مع أوروبا مستقرة نسبيًا مقارنةً بملفات أكثر حساسية كالعلاقة مع الصين.

🇺🇦 أوكرانيا وروسيا: استمرار الدعم ولكن بحدود

المحافظون يؤيدون دعم أوكرانيا ضد الغزو الروسي، لكنهم قد يعيدون تقييم طبيعة هذا الدعم:

  • 🪖 تقليص الدعم العسكري المباشر وزيادة المساعدات اللوجستية والتقنية.
  • 💰 فرض رقابة أكبر على المساعدات المالية ومتابعة كيفية صرفها.
  • 🎙️ التركيز على الحلول الدبلوماسية وتوسيع دور كندا كوسيط.

الرأي العام الكندي يميل إلى دعم أوكرانيا، لذا لا يُتوقع انسحاب تام من الملف، بل إعادة ضبط وتوجيه.

🇮🇱🇵🇸 الشرق الأوسط: انحياز تقليدي يتعزز

من المرجح أن تتبنى الحكومة الجديدة مواقف أكثر وضوحًا في دعم إسرائيل، مما قد يؤثر على علاقاتها ببعض الدول العربية والإسلامية:

  • 📣 دعم علني لإسرائيل في المنتديات الدولية.
  • 🚫 تضييق الخناق على أنشطة المقاطعة وسحب الاستثمارات (BDS) داخل كندا.
  • 🤝 تعزيز العلاقات الاقتصادية مع دول الخليج، خاصة السعودية والإمارات.

لكن في المقابل، قد تتراجع كندا عن بعض مواقف الوساطة التقليدية التي كانت تتبعها الحكومات الليبرالية.

🌍 المناخ والتنمية الدولية: تراجع الالتزامات؟

يتوقع أن تعيد حكومة المحافظين النظر في الالتزامات البيئية والمساعدات الخارجية:

  • 🔥 التخفيف من أهداف خفض انبعاثات الكربون.
  • 💸 خفض المساهمات الكندية في صناديق التنمية الدولية.
  • 🏭 دعم أكبر لصادرات الوقود الأحفوري والتقنيات الكندية في الطاقة التقليدية.

هذا قد يؤدي إلى توتر مع شركاء كندا في الأمم المتحدة ومؤتمرات المناخ العالمية.

🎯 الخلاصة: كندا أكثر “كندية”

نتائج الانتخابات الكندية 2025 تُشير إلى ميل متزايد نحو الواقعية السياسية والاقتصادية في تعامل كندا مع العالم. حكومة بويليفري ستحاول موازنة العلاقات الدولية على أساس “المصلحة الوطنية أولًا”، وهو ما سيترك أثرًا واضحًا على السياسة الخارجية الكندية في السنوات القادمة.


📍 في المقال القادم: تحليل تشكيل الحكومة الجديدة وتوزيع الحقائب الوزارية في ظل الصراع بين أجنحة المحافظين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى