فاجأ حزب المحافظين بقيادة بيير بويليفري الكثيرين بفوزه الحاسم في الانتخابات الكندية لعام 2025، واضعًا حدًا لحكم الليبراليين الذي استمر لأكثر من عقد. في هذا المقال، نُحلل الأسباب العميقة لهذا التحول الانتخابي المفاجئ، من التحديات الاقتصادية إلى أخطاء الحكومة السابقة، مرورًا بتكتيكات الحملة الانتخابية الذكية.
📉 الاقتصاد الكندي تحت المجهر
كان الوضع الاقتصادي المتدهور أحد أبرز أسباب توجه الناخبين نحو حزب المحافظين:
- 📈 معدل التضخم: ارتفعت تكاليف المعيشة بشكل حاد، بما في ذلك أسعار المواد الغذائية، الإيجارات، وفواتير الطاقة.
- 💼 البطالة وعدم الاستقرار الوظيفي: خاصة بين الشباب والعاملين في القطاعات الصناعية.
- 💸 الديون الحكومية: ارتفاع العجز الفيدرالي أثار قلق الناخبين بشأن مستقبل الضرائب والخدمات.
استغل المحافظون هذه النقاط في حملاتهم، متعهدين بـ”العودة إلى الانضباط المالي” وتحفيز النمو الاقتصادي عبر تخفيض الضرائب ورفع القيود عن الأعمال.
📢 أداء الحملة الانتخابية: الحسم الإعلامي والتنظيمي
قاد بويليفري حملة انتخابية محكمة، ركزت على ثلاث محاور رئيسية:
- 🎯 رسائل بسيطة وواضحة: ركزت على “إرجاع المال إلى جيب المواطن” و”تحرير الاقتصاد من البيروقراطية”.
- 📱 استخدام فعال لوسائل التواصل الاجتماعي: استهدف الشباب والطبقات المتضررة اقتصاديًا بمقاطع فيديو قصيرة ومباشرة.
- 🏘️ جولات موسعة في الضواحي والبلدات الصغيرة: حيث يشعر الناخبون غالبًا بالتجاهل من قبل النخبة السياسية في أوتاوا.
في المقابل، بدت حملة الحزب الليبرالي باهتة ومبنية على الدفاع لا الهجوم، وهو ما أضعف حضورهم الإعلامي والشعبي.
⚖️ الإرهاق من حكومة ترودو
بعد ما يقارب 10 سنوات في السلطة، بدأت حكومة جاستن ترودو تفقد بريقها:
- 📉 فضائح سياسية: تورط بعض أعضاء الحزب في قضايا تضارب مصالح وإدارة غير فعالة.
- 🕰️ الملل من الخطاب التقدمي المتكرر: خاصة في ظل قضايا أكثر إلحاحًا مثل التضخم وأمن الطاقة.
- 📊 فقدان الثقة: حتى بين بعض القواعد التقليدية للحزب الليبرالي، خاصة الطبقة المتوسطة.
رغبة الكنديين في التغيير كانت واضحة، والمزاج العام كان مهيأ للتحول نحو بديل يُنظر إليه كأكثر صرامة وكفاءة.
🧱 القضايا الساخنة التي أثارت الرأي العام
استغل حزب المحافظين بنجاح عددًا من الملفات التي أثارت الجدل والغضب:
- 🏡 أزمة السكن: ارتفاع الإيجارات وأسعار المنازل جعل الموضوع في قلب الخطاب السياسي.
- 🛢️ سياسات الطاقة والبيئة: رأى الكثيرون أن القيود المفروضة أضرّت بالعمال دون تحقيق نتائج بيئية ملموسة.
- 🚫 الهجرة وتنظيم الحدود: المحافظون وعدوا بسياسات “منطقية وعملية” في هذا المجال، وهو ما لاقى صدى لدى الناخبين القلقين.
👥 التركيبة السكانية الجديدة وتغير التوجهات
شهدت انتخابات 2025 بروز شرائح جديدة من الناخبين، خاصة:
- 🧑🔧 الطبقة العاملة والريفيين: انتقلوا من دعم الليبراليين أو NDP إلى المحافظين.
- 🧑🎓 الجيل الشاب: رغم الميل التقليدي لليسار، إلا أن الأزمة الاقتصادية دفعت بعضهم إلى اختيار المحافظين كبديل واقعي.
- 👨👩👧👦 العائلات المتوسطة في الضواحي: شكلت القاعدة الذهبية لفوز المحافظين.
🔍 الإعلام وتأثيره على الرأي العام
رغم سيطرة الليبراليين على قطاعات كبيرة من الإعلام التقليدي، إلا أن المحافظين نجحوا في:
- 📺 اقتحام الفضاء الرقمي: يوتيوب، تيك توك، بودكاستات مستقلة.
- 📰 استقطاب الصحافة المحلية: عبر التركيز على القضايا اليومية.
- 🎙️ إعطاء صوت للمواطن العادي: مقابل الخطاب “النخبوي” الذي ارتبط بترودو.
🧠 الكاريزما الشخصية لبيير بويليفري
لا يمكن تجاهل دور الزعيم المحافظ:
- 🗣️ خطابه الحاد والمباشر: جذب فئات ضاقت ذرعًا بالخطابات التقليدية.
- 🎤 إجادته للمناظرات: أحرج خصومه وأظهر معرفة تفصيلية بالقضايا.
- 🤝 أسلوبه القريب من الناس: بدا مختلفًا عن الساسة التقليديين.
📊 استطلاعات الرأي ودلالاتها المضللة
من المهم الإشارة إلى أن الكثير من استطلاعات الرأي لم تتنبأ بهذا الفوز الساحق، مما يطرح أسئلة حول:
- 📉 ضعف منهجية بعض الاستطلاعات.
- 📱 تغير طريقة تعبير الناس عن نواياهم، خصوصًا عبر الإنترنت.
🔚 الخلاصة: “تصويت للتغيير… لا للثورة”
فوز المحافظين لا يعني بالضرورة تبنّي كندا لخط محافظ متشدد، بل هو تعبير عن الإرهاق، الغضب، والرغبة في إدارة أكثر كفاءة. السؤال المطروح الآن: هل سيتمكن بويليفري من تحويل هذه الثقة الشعبية إلى نتائج حقيقية في الاقتصاد والخدمات؟
📍 في المقال القادم: تعرف على تركيبة الحكومة الجديدة والتحديات التي ستواجهها في عامها الأول.
