رسوم ترامب الجمركية وتأثيرها على الاقتصاد الإيطالي: تهديد مباشر لصادرات الأزياء والمعكرونة والسيارات

تثير رسوم ترامب الجمركية المخطط لها موجة قلق عارمة في أنحاء أوروبا، وتعد إيطاليا من بين الدول الأكثر عرضة لهذه الإجراءات. فباقتصاد قائم بدرجة كبيرة على الصادرات عالية الجودة، من الملابس الراقية إلى المعكرونة والجبن والسيارات الرياضية، تجد روما نفسها على خط النار التجاري مجددًا.
في هذا التقرير، نستعرض القطاعات الإيطالية المعرضة للخطر، وردود الفعل المحلية، والخسائر المتوقعة، إضافة إلى موقع إيطاليا داخل الاستراتيجية الأوروبية للرد على سياسة ترامب التجارية.
📦 الصادرات الإيطالية إلى الولايات المتحدة: ماذا تقول الأرقام؟
بلغت قيمة الصادرات الإيطالية إلى الولايات المتحدة في عام 2024 نحو 65 مليار يورو، بحسب بيانات ISTAT (المعهد الوطني للإحصاء). وتشمل أبرز المنتجات:
- 👗 الملابس الفاخرة (برادا، دولتشي آند غابانا، أرماني)
- 🍝 المواد الغذائية (المعكرونة، جبن بارميزان، زيت الزيتون)
- 🚗 السيارات الرياضية (فيراري، لامبورغيني، مازيراتي)
- 🍷 النبيذ الإيطالي
ويمثل السوق الأميركي شريانًا حيويًا لمئات العلامات التجارية الإيطالية، خصوصًا تلك التي تعتمد على الهوية الثقافية والمكانة الفاخرة.
👗 صناعة الأزياء: سوق فاخر مهدد
تمثل الولايات المتحدة ثاني أكبر سوق لصادرات الأزياء الإيطالية. وإذا ما فُرضت رسوم جمركية بنسبة 20–25%، فقد تعاني العلامات الكبرى من:
- 📉 تراجع في المبيعات بحدود 15–25%
- 💼 إغلاق متاجر أو تأجيل توسعات مقررة في مدن أميركية
- 🏭 خفض الطاقة الإنتاجية محليًا في إيطاليا
وقد صرّح المدير التنفيذي لشركة “برادا” مؤخرًا بأن “أي عوائق تجارية مع الولايات المتحدة تشكل تهديدًا مباشرًا لوظائف العاملين في شمال إيطاليا”.
🍝 المعكرونة وزيت الزيتون: الصناعات الغذائية تحت الضغط
الولايات المتحدة من أكبر مستوردي المنتجات الغذائية الإيطالية، وعلى رأسها المعكرونة الجافة، وزيت الزيتون، وجبن بارميزان. وقد واجهت هذه السلع بالفعل رسومًا جمركية في عهد ترامب السابق، وتم تعليقها مؤقتًا خلال ولاية بايدن.
عودة هذه الرسوم ستؤدي إلى:
- 🍽️ انخفاض تنافسية المنتجات الإيطالية مقابل منتجات إسبانية أو محلية
- 📉 تراجع صادرات المعكرونة بنحو 30% وفقًا لتقديرات اتحاد الصناعات الغذائية الإيطالية
- 🚜 أزمة في المناطق الزراعية جنوب إيطاليا المعتمدة على الصادرات
وسبق أن شهدت بعض المنتجات الزراعية الإيطالية انخفاضًا ملحوظًا في حصتها السوقية بسبب الرسوم في 2019–2020.
🚗 السيارات الرياضية: تهديد مباشر لفيراري ولامبورغيني
تعتبر فيراري ولامبورغيني رموزًا للتميز الصناعي الإيطالي، ويشكل السوق الأميركي حوالي 35% من مبيعاتهما السنوية. فرض رسوم بنسبة 20% على هذه السيارات الفاخرة قد يؤدي إلى:
- 📉 انخفاض في الطلبيات الجديدة من العملاء الأميركيين
- 🛑 إلغاء حجوزات مسبقة لموديلات محددة
- ⚙️ تأجيل مشاريع التوسع في مصانع مودينا وسانت أغاتا
كما تتأثر شركات التوريد المرتبطة بهذه المصانع، ما يعني ضررًا يتجاوز مجرد العلامات التجارية الكبرى.
📢 موقف الحكومة الإيطالية
أعربت الحكومة الإيطالية، بقيادة رئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني، عن “قلقها العميق” من نية ترامب إعادة فرض الرسوم. وقالت وزيرة التجارة الخارجية إن “إيطاليا لن تقف مكتوفة الأيدي في وجه استهداف غير عادل لمنتجاتها.”
كما دعمت روما تحركًا أوروبيًا مشتركًا لفرض إجراءات مضادة إذا ما مضت واشنطن قدمًا في فرض الرسوم.
📊 تقديرات التأثير الاقتصادي
وفقًا لتحليل صادر عن بنك “UniCredit”، فإن السيناريو الأسوأ لفرض رسوم على 60% من الصادرات الإيطالية إلى الولايات المتحدة قد يؤدي إلى:
- 📉 تراجع الناتج المحلي الإجمالي بـ0.5% خلال عام واحد
- 📈 زيادة البطالة خصوصًا في قطاعات الزراعة والخياطة والسيارات
- 📉 انخفاض اليورو قد يقلل من بعض الأثر لكنه لن يعوّض خسائر الصادرات
📍 أوروبا بين التفاوض والتصعيد
تصر إيطاليا على أن الرد على رسوم ترامب الجمركية يجب أن يتم عبر الاتحاد الأوروبي، لضمان وحدة الصف، كما حصل خلال المعارك التجارية في 2018. ومع تحذير المفوضية الأوروبية من “عواقب وخيمة” إذا فرضت هذه الرسوم، يبدو أن بروكسل وروما تتجهان نحو نهج دبلوماسي حازم.
🔚 الخلاصة
في حال عادت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا، فإن إيطاليا ستكون في مقدمة المتضررين. من المعكرونة إلى فيراري، تتقاطع رموز الفخر القومي مع المصالح الاقتصادية في وجه عاصفة قد تعصف بعدد كبير من الشركات والعاملين. ويبقى مستقبل العلاقات التجارية معلقًا على قرارات الإدارة الأميركية المقبلة ورد الفعل الأوروبي الموحد.
📍 في المقال القادم: ألمانيا ومصير صناعتها الثقيلة تحت تأثير رسوم ترامب الجمركية.