إنضم لقناتنا على تيليجرام
وقائع خدمية

إيطاليا تحت الصدمة: انقطاع الكهرباء يربك المطارات ويكشف ضعف البنية الرقمية

إيطاليا تحت الصدمة

إيطاليا تحت الصدمة: انقطاع الكهرباء يربك المطارات ويكشف ضعف البنية الرقمية

لم تكن إيطاليا بمنأى عن الموجة العارمة لانقطاع الكهرباء التي ضربت أوروبا في نهاية أبريل 2025، بل على العكس، كانت من أكثر الدول تضررًا من الناحية التشغيلية، خاصة في قطاعي المطارات والخدمات الرقمية. العاصمة روما، إلى جانب ميلانو وتورينو وبولونيا، شهدت تعطلًا غير مسبوق لأنظمة النقل الجوي، وتأثرًا كبيرًا بالحياة اليومية للمواطنين.

✈️ المطارات الإيطالية في حالة فوضى

بدأت الأزمة فجر يوم الأحد 27 أبريل، حين توقفت الأنظمة الإلكترونية في مطار ليوناردو دافنشي (فيوميتشينو) بشكل مفاجئ، مما أدى إلى:

  • 🛑 تعطيل تسجيل الركاب (Check-in) لمدة 4 ساعات.
  • 📉 تأخير أكثر من 90 رحلة دولية ومحلية.
  • 📦 توقف مؤقت في خدمات الشحن الجوي.
  • ⚠️ اضطرار بعض الطائرات إلى تحويل مسارها نحو مطارات بديلة في فرنسا وسويسرا.

ولم يكن الوضع أفضل في مطار ليناتيه في ميلانو، حيث شهدت الصالات حالة من الازدحام والارتباك وسط غياب المعلومات الإلكترونية ولوحات الرحلات.

إيطاليا تحت الصدمة

📡 انهيار المنصات الرقمية الحكومية والخاصة

تأثرت معظم الخدمات الرقمية في إيطاليا بانقطاع الكهرباء، ومن أبرز المنصات التي تعطلت:

  • 💻 منصة INPS للضمان الاجتماعي.
  • 📲 البوابات الإلكترونية للبنوك الكبرى مثل UniCredit وIntesa Sanpaolo.
  • 🧾 نظام الفوترة الإلكترونية (FatturaPA) في الوزارات والشركات.

هذا الانقطاع المفاجئ كشف مدى اعتماد إيطاليا على مراكز البيانات التقليدية التي تفتقر إلى أنظمة طاقة احتياطية حديثة، خاصة في جنوب البلاد حيث كانت آثار الانقطاع أكثر وضوحًا.

🗣️ وزير النقل: “هجوم أم فشل؟”

في مؤتمر صحفي عاجل، صرّح وزير النقل الإيطالي ماتيو سالفيني:

“ما حدث في مطاراتنا ليس مجرد فشل في الكهرباء، بل فشل في التفكير الاستباقي. علينا الآن إعادة تقييم كل البنية التحتية التقنية لدينا.”

وأضاف أن الحكومة تدرس احتمال وجود هجوم سيبراني على أنظمة الملاحة الجوية أو مراكز التحكم، رغم عدم وجود دليل قاطع حتى الآن.

🚓 الأمن القومي والشرطة في حالة استنفار

بسبب تعطل كاميرات المراقبة في مداخل المدن ومحطات القطار، تم رفع حالة التأهب الأمني في أنحاء البلاد. وشهدت محطات القطار الكبرى مثل Termini في روما وCentrale في ميلانو انتشارًا واسعًا لقوات الشرطة والدرك لمراقبة الأوضاع يدويًا.

👨‍💻 القطاع التكنولوجي يدق ناقوس الخطر

أصدرت جمعية الصناعة الرقمية الإيطالية Confindustria Digitale بيانًا تحذر فيه من الاعتماد الكلي على بنى تحتية رقمية دون تأمين مصادر طاقة متعددة. وأشارت إلى أن أكثر من 65% من الخوادم الإيطالية تعتمد على شبكة الكهرباء دون بدائل فعالة، ما يجعل البلاد عرضة لانهيارات مشابهة في المستقبل.

🕯️ المدن تتأقلم مع الظلام… على الطريقة الإيطالية

في مشاهد أعادت للأذهان سنوات ما بعد الحرب، أضأت الشموع والمصابيح اليدوية شوارع مدن مثل سيينا ونابولي وباري. واستعادت المقاهي الصغيرة حميميتها القديمة عبر إطفاء الإنارة والاعتماد على الضوء الطبيعي، في مشهد تفاعل معه المواطنون على منصات التواصل الاجتماعي تحت وسم #ItaliaAlBuio.

📉 خسائر اقتصادية مبدئية

قدّر اتحاد التجارة الإيطالي Confcommercio الخسائر المباشرة الناتجة عن الانقطاع بما لا يقل عن 160 مليون يورو خلال أول 24 ساعة فقط. وأشارت التقارير إلى:

  • 📊 توقف حركة البيع الإلكتروني.
  • 🏦 تعطيل عمليات السحب والإيداع البنكي.
  • 🏭 توقف مؤقت لمصانع السيارات في شمال البلاد.

💡 هل تفكر إيطاليا في إعادة الاستثمار في الطاقة النووية؟

رغم معارضة شعبية طويلة، بدأت الأصوات تتعالى داخل البرلمان الإيطالي للمطالبة بإعادة النظر في موقف إيطاليا من الطاقة النووية. بعض النواب يرون أن الأزمة الحالية فرصة لإحياء النقاش حول “الطاقة السيادية” والحد من الاعتماد على مصادر خارجية.

📌 ماذا بعد؟

أعلنت الحكومة الإيطالية عن خطة طوارئ من ثلاث مراحل تشمل:

  • 🔋 مراجعة شاملة لمنظومة UPS في كافة مراكز البيانات الحيوية.
  • 🌍 تحديث اتفاقيات الربط الكهربائي مع دول الجوار.
  • 👩‍💻 تنظيم حملة وطنية لاختبار الجاهزية السيبرانية.

🗨️ خلاصة: إيطاليا في لحظة مراجعة مصيرية

جاء انقطاع الكهرباء كصفعة قوية للبنية التحتية الإيطالية، خصوصًا في قطاعي الطيران والرقمنة. وبينما تتحرّك الدولة لتفادي تكرار السيناريو، فإن العبرة الأهم تكمُن في ضرورة المزج بين الحداثة والتخطيط الواقعي في زمن لا يرحم الأخطاء.

في المقال التالي، ننتقل إلى ألمانيا، حيث ترك الانقطاع آثارًا عميقة على الصناعة والقطاعات التكنولوجية الحيوية.


📍 تابعوا تغطيتنا المستمرة لسلسلة “انقطاع الكهرباء في أوروبا”، وشاركونا آراءكم حول أكثر الدول قدرة على التكيّف مع الأزمات الطاقية الكبرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى